روايات شيقهرواية عشرون رسالة قبل الوقوع في الخطيئة

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل 16

_الفصل السادس عشر_

ألقت نظره أخيره علي مظهرها الذي لو إستطاعت الكلمات وصفهِ لكانت أنيقة للغايه.

حلّتها النسائيه المهندمه للغايه والتي أكسبتها حضورٍ طاغٍ، وجهها الخالِ من أي مساحيق تجميل والذي برع في إظهار برائتها ولطف ملامحها.

ذهبت إلي الموقع حيث ستشرف اليوم علي تنفيذ تلك التصاميم والتي أسهمت في تصميمها بنفسها.

نزلت إلي الأسفل لتجد رقيه تجلس في إنتظارها علي الأرجح..

_صباح الخير يا رقيه، إنتي مستنياني؟

تسائلت بإبتسامه فأجابتها الأخري بإبتسامه مماثله وقالت: صباح النور يا حبيبتي، أيوة.. مستر رياض والتاني مستر زفت معتز وصلوا الموقع من شويه، قولت أستناكي نروح مع بعض.

نهضت رقيه بعد أن إرتشفت آخر رشفةٍ من فنجان القهوة الثاني لها ثم أمسكت بحقيبة يدها وإنطلقتا سويًا.

…….

_بتهزر! معقول شغلنا واقف على شوية تراخيص!! اومال انت لزمتك ايه؟

هدر رياض غاضبًا لينظر إليه معتز بغضب مماثل وقال: جرا ايه يا رياض منتا عارف ان السوق مولع اليومين دول، وبعدين أنا شامم ريحة ملعوب كده مش عارف ايه هو..

_آااه.. وأنا بقا هلتفت للمشاريع الجديده ولا للتراخيص بتاعة المشاريع اللي مفروض تكون خلصت!

زفر معتز بقلة حيله وقال بنفاذ صبر: اصبر، اصبر ان الله مع الصابرين، نرجع القاهره بس وانا اشوف الليله دي…

قاطع حديثهم وصول آصال ورقيه فتحدثت آصال بعفويه قائلة: صباح الخير…

بتر هو جملتها عندما صاح منفعلًا وقال: ما لسه بدري يا حضرات.. ليه نزلتوا وتعبتوا نفسكوا ما كنا جيبنا الانشائيين وجينا لحد عندكوا.

نظرت إليه آصال وقد زحف بريق الغضب إلي عينيها لينظر إليها غير مباليًا وقال بحده لم يتخلي عنها: أنا عايز أفهم إنتوا جايين تستجموا ولا جايين تشتغلوا !

همّت بالإنجراف خلف غضبها الأهوج ولكنها تريثت قليلًا متذكره حديثه بالأمس حين طلب منها أن تتحمل تقلباته اللعينه فقررت تجاهل حديثه وكإنما لم تستمع عليه..

إنصرفت تباشر عملها بهدوء لتتلقي إتصالًا من والدها..

دائمًا ما يشعر بها ويشعر بإحتياجها إليه.

أجابت علي الفور: أيوة يا بابا عامل إيه؟ وحشتني جدا جداااا..

أتاها صوتهُ الحاني قائلًا: الحمد لله يا حبيبة بابا، انتي كمان وحشتيني جدا، هترجعي امتا بقاا؟

تنهدت مطولًا وقالت بيأس: علي حسب ما الشغل يخلص، بس إن شاء الله بكره بالكتير يعني ونرجع.

_مال صوتك يا آصال؟ حاجه حصلت؟

ألي هنا وإنفجرت باكيه وهي تقول بنشيجٍ تحاول كتمه: أنا جالي من إحباط يا بابا، الشغل مع اللي اسمه رياض ده مرهق جدااا بجد، كل شويه يتكلم معايا بحده وأسلوب زب الزفت ويرجع يقوللي أنا آسف أنا بس كنت مضايق.. عايزني أتحمل مزاجية سيادته وعقده وكلاكيعه وأنا أصلا بحارب اللي جوايا بالعافيه.

_طيب وإنتي اللي غاصبك علي كده إيه؟! سيبيله الشغل حالا وإرجعي..

=مش هينفع يا بابا، لازم أخلص الشغل اللي بدأته الأول وبعدها أشوف قرار الاستقاله ده.

تنهد مهدي بضيق وقال: طيب أنا هتصرف..

سألتهُ بإستفهام: هتتصرف إزاي؟

_هكلمه يا آصال.. هعرفه إنك مش ملزومه تشتغلي معاه وهو بيتعامل معاكي بالأسلوب ده.. هو مش بيجبي عليكي ولا بيتفضل عليكي بحاجه..

أغنضت عينيها بغضب وقالت: لو سمحت يا بابا متعملش كده.. أنا مش عيله صغيره في كي چي وجايه أشتكيلك من المدرس بتاعي.. أنا عارفه كويس هعمل إيه وهتصرف ازاي..

تبسّم بفخر لرؤية صغيرته التي كبرت وتتحدث الآن بثقه مطلقه فقال: ماشي يا بنتي اللي تشوفيه صح اعمليه.. بس اوووعي.. اوعي تسمحي له هو ولا غيره انه يتكلم معاكي بأسلوب مش عاجبك.. بدل ما والله أجي أطربقها فوق نافوخهم كلهم..

ضحكت لأسلوب والدها وقالت: ماشي يا بابا متقلقش عليا.. هقفل انا دلوقتي عشان في الموقع، سلام.

أنهت المكالمه ووضعت هاتفها بحقيبتها بعد أن طردت كل الهواء التي حبستهُ برأتيها ثم إستدارت لتختلس إليه النظر ثم أشاحت بوجهها سريعًا عندما رأتهُ ينظر إليها وتمتمت بضيق: دراكولا في نفسك اقسم بالله.

….

_انتي يا آنسه رقيه.. مركزه معايا في يومك اللي مش معدي ده ولا مش مركزه!

تحدث معتز إلي تلك الشارده التي ترمقهُ بتيهٍ شديد وراح يلوح بيده أمام عيناها جاذبًا إنتباهها نحوه فقالت: مركزه يا مستر معتز..

هز رأسه بيأس وأعاد النظر إلي الأوراق وهو يقول: الملفات دي فيها كل تفاصيل شحنات الاسمنت اللي اتصدرت آخر ست شهور، عايز بقا في خلال اربعه وعشرين ساعه بالكتير تكوني جيبالي الـ….

بتر حديثه مغتاظًا عندما تبيّن شرودها مجددًا فقال: تعرفي أنا هرزعك كف يخلي رقبتك تسافر أسوان وترد تاني، يبنتي ركزي خلينا نخلص بدل ما عمك هولاكو ده يسود عيشتي وعيشتك..

ثم همس إليها قاصدًا إغاظتها وهو يقول: وانتي عروسه وداخله علي خطوبه وفرح ومش ناقصه..

إستطاع أن ينتزعها من شرودها فزفرت هي بوجهٍ عابس وقالت: معاك يا مستر معتز، هات الملفات وأنا عارفه هعمل ايه؟

تسائل ساخطًا: هتعملي إيه يا رقيه يا زويل؟

إجتذبت الملفات من بين يديه بجفاء وقالت: هجيبلك ال commercial position بتاع الشركه في اخر ست شهور..

_أستاذه.. عليا الطلاق أستاذه ومن غيرك كلنا نلوص..

مدحها بسخريته المعهوده لتنظر هي جانبًا بغرور وتفاخر ثم إنصرفت..

ظل ينظر في أثرها إلي أن إنتبه إلي أحد المهندسين الموجودين بالموقع وهو يتفرس ملامحها بجرأه شديده ليتجه نحوهم علي الفور..

_واقفه كده ليه يا رقيه؟

تسائل بصوتٍ جهور فقالت: بشمهندس أيمن كان بيسألني علي حاجه..

نظر هو إلى المدعو أيمن وقال مبتسمًا إبتسامه لم تصل إلي عيناه: اتفضل يا بشمهندس أكرم اسألني وأنا اجاوبك..

_بشمهندس أيمن..

قالتها رقيه لينظر إليها بوجهٍ مقتضب وقال: اتفضلي انتي اعملي اللي طلبته منك..

ونظر مجددًا إلي أيمن وقال بإستفزاز: والبشمهندس أكرم بقا شغال إيه..

إبتسم الآخر بسماجه وقال: مبيض محاره.

_اممم.. هايل والله

وربت علي كتفه بخشونه وقال: اتجدعن ياسطاا الله يعينك.. وياريت لو حبيت تسأل عن حاجه اسألني أنا وأنا هفيدك..

إنفلتت ضحكتها رغمًا عنها فزجرها قائلاً: انتي لسه هنا.. اتفضلي يلا شوفي شغلك.

إنتهي اليوم وعاد كلًا منهم إلي غرفته..

كان رباض يستعد للنوم ليستمع فجأه إلي طرقات علي باب غرفته فنهض وفتح الباب..

_إيه اللي جايبك؟!

تسائل رياض وقد إرتفع جانب شفته ليدفعه معتز بخفه إلي الداخل وهو يقول: زهقان وقرفان ومش جايلي نوم، قولت أجي أصدعك شويه..

_ممممم..

همهم بإقضاب فألقي معتز بجسده إلي الفراش بعشوائية ثم إتكأ علي جانبه ونظر إلي رياض وتسائل:

_ريـاض، هو ممكن الواحد يحب اتنين في نفس الوقت؟

نظر إليه رياض متعجبًا بشده وقال: ليه بتقول كده؟

_أرجوك متجاوبش علي سؤالي بسؤال، ممكن؟

رَفع الآخر كتفيه بحيره وقال: مش عارف، جايز آه وجايز لأ، مش قاعده هيا ولا شئ ثابت، بس من قناعاتي الشخصيه انه القلب ميدقش لاتنين في نفس الوقت، حتي ان حصل.. عمره ما هيكون نفس الحب..

قلَب الآخر شفتيه بحنق وأخبرهُ: يمين بالله ما فهمت منك ولا كلمه..

حك رياض مقدمة ذقنه بتفكير وإلتفت إليه بإنتباه أكثر وقال: بص يا معتز، لو انت قدامك أكلتين بتحبهم، الاتنين، هل طعمهم هيبقا نفس الطعم؟

_أكيد لأ.

=اهو نفس الفكره.. حتي لو انت بتحب اتنين.. مش هيكون نفس الحب.. في واحده اكيد كفّتها هتكون الكفه الراجحه.. وهي اللي هتكمل معاك للاخر، والتانيه هتكتشف ان حبك ليها كان لحظي.. من الاخر يعني مفيش واحد بيحب اتنين مع بعض نفس الحب واحساسه تجاهم بيكون نفس الاحساس..

_طيب ولو انا حاسس اني بحب اتنين.. أبقا كده ايه؟

=تبقا حمار..

نظر إليه معتز بعبوسٍ وحنق فضحك رياض هازئًا وقال: مشكلتك انك مستعجل، مش عاطي لنفسك الوقت الكافي اللي يخليك تقدر تفهم طبيعة شعورك ناحية اللي قدامك..

أسند معتز رأسه إلي خده بقلة حيله وقال: طب وبعدين! هفضل حمار كده!!

= للأسف آه.. هتفضل حمار لحد ما يحصل حاجه تخليك غصب عنك تميل بكل مشاعرك وكل ذرة حب واهتمام جواك نحية واحده من الاتنين، ساعتها هتعرف ان هو ده الحب اللي بجد.

أومأ برأسهِ بهدوء وقال: مااشي.. ادينا مستنيين اهو..

_مش هتقولي مين الاتنين؟

تسائل رياض بإبتسامه ماكره فأشاح الآخر بوجهه جانبًا وقال: مش ملاحظ انك بقيت فضولي اوي اليومين دول.. دنتا غلبت آصال.

تراجعت إبتسامته بهدوء وأضاف بإستهجان: امممم.. آصااال.. طيب يلا علي اوضتك عشان اتخمد..

ذهب معتز إلي غرفته بينما ظل رياض جالسًا علي تلك الأريكه المقابله لفراشهِ شاردًا بحديث معتز.

خوفهُ الأكبر أن يكون إحساس صديقه نحوها صادقًا وأن تكون هي تلك الكفةِ الراجحـه!

ماذا سيفعل حينها إن تغلغل حبها داخله هو ولم يكن إعجابًا كما يظن!

هل ستختارهُ هو أم ستختار رفيق عمره؟!

أيهما سترجح كفّتهُ يومئذٍ؟

تثائب إحتياجًا للنوم و فرك عينيه بنعاس فنهض ودلف إلي فراشهِ مباشرةً وأطبق جفناه ليستسلم سريعًا إلي النوم.

………

في اليوم التالي، إنتصف النهار والجميع منهمكون كلٌ يتابع ما يتوجب عليه متابعته..

رنا بصرهُ نحوها عدة مرات ليجدها منشغله بجديه ليزداد حنقهُ في كل مره عن التي تسبقها..

_هو في ايه! كلكوا مش مركزين وانا الوحيد اللي طالع عيني.. كرهتونا في أم الشغلانه..

نطق معتز بحنق فرمقه رياض بغضبٍ عاصف ليقول متراجعًا: هه، سوري يا رياض اندمجت شويه..

ألقي إليه رياض بالملفات ليلتقطها بين يديه بحرص بينما إنصرف الآخر دون أن يُعقّب.

ذهب إلى حيث تقف وقد بيّت النيه لأن يتحدث إليها بلين ويعتذر عمّا بدر منهُ..

_بكره هنرجع إن شاء الله..

أجابت آصال سؤال “أحمد” والذي أضاف متسائلاً من جديد: بابا كلمك؟

إنزوي ما بين حاجبيها بتعجب من سؤاله وقالت: لأ، اشمعنا؟

إستمعت إلي تنهيدته فأدركت بأنها لا يقوي علي إخبارها بذلك الأمر الذي يثقل كاهله فقالت بإلحاح: في إيه يا أحمد؟ حصل حاجه ولا ايه؟

حاول التحدث بلطف مقررًا تمهيد الأمر لها حيث قال: انا اترفدت من الشغل..

إرتفع حاجبيها بدهشه وقالت بنبره يتخللها الضيق: ليه؟ ايه اللي حصل؟

_مفيش، مانتي عارفه شغلانة التسويق والمبيعات دي مش علي هوايا من يومها، تاتش مع المدير واتخانقت معاه وقام رفدني.

تبيّنت من حديثه المقتضب ونبرة صوته البائسه بأنهُ ليس ذلك كل ما لديه فتسائلت وهي تخشي ما سيخبرها به وقالت: وناوي علي إيه؟

_هسـافر!

ألقاها ثم تريث ليري أثر كلمتهُ عليها فقالت: تسافر؟! ليه؟ ومن امتا وانتا واخد القرار ده؟

_من يومين من بعد اللي حصل..

=كداب!

إحتدم النقاش بينهما وثارت ثائرتهما ليلتزم كلًا منهما الصمت لبرهه ثم عادت هي تبادر بالحديث مجددًا وقالت: مش من يومين يا أحمد،القرار ده انت بتسعي ليه من زمان ومش بعيد تكون مرتب كل حاجه من فتره..

أجابها وقد إحتقن وجهه بالدماء من شدة الغضب: أيوة يا آصال مخطط له من زمان، مخطط له من وقت ما حسيت ان حياتي وقفت، مخطط له من لما مات تميم..

إحترق قلبها لذكراه ليضيف الآخر متابعًا: عارفه ليه؟ لاني مش عايز أبقا زي أفضل محلك سر لحد ما أتعقد وأبقا مريض نفسي، لازم أبعد وأعيش حياتي عشان مبقاش النسخه التانيه من تميم يا آصال.

إستمع إلي نشيجها الخافت فقال متخليًا عن عصبيته: آصال أنا مقصدش أجرحك ولا أضايقك، أنا خلاص أخدت قرار وجهزت ورقي والاسبوع الجاي هسافر..

_يعني مكلمني تعرفني بس..

=متضغطيش عليا يا آصال لو سمحتي، أنا ليا أسبابي اللي مش عايز أتكلم فيها أصلا وانتي عارفه اني عمري ما فكرت في حوار السفر والكلام ده، انا اصلا مش عارف هسيب بابا لوحده ازاي!

تسائلت وقد تمزقت نياط قلبها لحديثه: وهو عمي متولي بس اللي فارقلك؟

إبتسم متهكمًا وقال: أكيد انتي كمان فارقالي، بس انتي معاكي عمي، انما بابا لوحده..

أومأت بهدوء وقالت: اللي يريحك يا أحمد، لو كده هتكون احسن تمام.

أومأ بدوره وكإنهم يجلسون مقابل بعضهم البعض وقال: أكيد هكون أحسن إن شاء الله، أسيبك أتا بقا لشغلك..

تحدثت بإقتضاب وإباء أن تُظهر إنكسارها بمعرفتها لقراره وقالت: ماشي،مع السلامه.

أنهت المكالمه وإنهارت من شدة البكاء حتي ظنت بأن الجميع قد إستمع إلي صوت بكاؤها فجففت دمعاتها بيدها لتتفاجأ من ظهر من خلفها بغتةً وهو يمد يده إليها بمحرمةٍ وهو يقول بمرح خفيف: الظاهر مكتوب عليا أناولك مناديل طول عمري..

إلتقطت منهُ المحرمة وأزالت أثار الدموع من أسفل محجريها ثم نظرت إليه لينقبض قلبهُ من رؤيتها بتلك الحال..

_خير؟ في حاجه حصلت؟

تسائل بإهتمام فأومأت بنفي وقالت: لا مفيش حاجه..

قاطعها قائلاً بإصرار: آصـال اسمعيني، لو في أي حاجه مضايقاكي ممكن تتكلمي معايا من غير قلق، قولتلك قبل كده أنا نسّاي.

عادت بذاكرتها سريعًا لذلك اليوم حيث إلتقتهُ لأول مره ثم نظرت إليه وقالت وقد تملك منها الألم: ليه مسبتنيش أموت نفسي يومها؟!

قطب جبينه بإستغراب وتسائل: ليه بتقولي كده!!

تحدثت بحيره وتخبط وقد هاجمتها كل الذكريات الماضيه وتكالبت لتقضي عليها..

_لو كنت مت كان تميم زمانه عايش دلوقتي! كان أحمد هيعيش حياته وهيتجاوزوا غيابي، مكانش هيفكر يسافر عشان مجرد انه يبعد وحياته متتدمرش ويبقا زي تميم.

ونظرت إليها وقد أعياها البكاء فقالت: أنا بأذي اللي حواليا بدون قصد، أنا بقيت عامله شبه اللعنه في حياة أي حد يعرفني، أي حد بدخل حياته بيخسر كل حاجه.

قاطع هراءها ذلك قائلاً: لأ طبعا ايه اللي إنتي بتقوليه ده! بصي يا آصال..

توقف عن الحديث لبرهه ثم جال ببصره في المكان سريعًا وأشار برأسهِ قائلًا: تعالي نقعد هناك..

تقدمت برفقتهِ تحت أنظار معتز المتحفزه ثم جلسا علي مقعدٍ خشبي فنظرت إليه بتأهب ليقول مستطردًا ما بدأ: بصي يا آصـال، أولا موضوع تميم ده من البدايه مش ذنبك.. ونسبةً لمرض تميم الله يرحمه فخلينا نقول إحقاقًا للحق إنه مش ذنبه هو كمان.. الله يرحمه كان نفسيًا غير سوي وده اللي وصله للي حصل، بلاش تحملي نفسك الذنب لان دي أقدار ومكتوبه، وبالنسبه للي اسمه أحمد..

بتر جملته ليطلق تنهيدةٍ حاره ثم تابع: مش عارف بصراحه اقولك ايه..

إنتابتهُ الحيرة والشفقةِ في آن واحد…

يعلم كيف يفعل الحب بأهلهِ…

يعلم بأن ليس علي العاشقِ حرج..

طال تفكيره وطال صمتهُ فقالت هي: مفيش حاجه تتقال،هو اختار خلاص وقرر انه يبعد، مش همنعه.

_أكيد خير!

نظرت إليه ليقول مؤكدًا: أكيد خير ليه وليكي كمان.. متحمليش نفسك فوق طاقتك يا آصال، كل واحد نصيبه مكتوب له.. ومحدش عارف بكره في ايه..

أومأت بموافقه وإقتناع لينهض قائلا: يلا بينا نخلص شغلنا.

…..

إنتهي اليوم وفرغ الجميع من كل إلتزاماته وعادوا جميعًا إلي الفندق..

ترجلوا من السياره ليصعدوا إلي غرفهم فقال معتز بحماس: ايه رأيكوا بما إننا خلصنا شغل نروح كلنا هيلا بيلا كده نتعشي في أي مطعم..

نظروا إلي بعضهم البعض ولم يتفوه أيًا منهم ليقول وقد خبتت حماسته: كـ مكافأه لنفسنا يعني..

تحدث رياض قائلًا: أنا عن نفسي معنديش مانع، آصال ورقيه؟؟

أجابته رقيه: واحنا كمان معندناش مانع ،مش كده يا آصال؟!

أومأت آصال بموافقه وقالت:ماشي مفيش مشكله..

صعد كلا منهم إلي غرفته وبدأ بالإستعداد للإجتماع حول طاولة العشاء وبدأوا بتناول العشاء وسط جوٍ خالٍ من المشاحنات والتوتر.

_ياااه أخيرا خلصنا، دنا كنت اتنفخت..

قالها معتز ممازحّا ونظر نحو رياض الذي هز رأسه بيأس ولم يُعقب..

عاد ليتناول طعامهِ في صمت إلي أن ميّز ذلك الصوت الأنثوي يقول: اوووه، رياض المسلماني؟! معقول!

نظر إلي مصدر الصوت ليرتفع حاجبيه بدهشه ونهض قائلاً: كارولين؟!

إقتربت تلك الشقراء الحسناء تتخايل بخطاها ثم توقفت أمام رياض الذي مدّ يدها ليصافحها لتحتضنه بمنتهي البساطه..

تمتم معتز حانقًا بخفوت: ده يا ريتني كنت أنا يا أخي..

_ريااض.. i miss you أوي.. فينك كل ده!

إبتسم لها رياض بلطف وقال: أشغال بقا، انتي اخبارك ايه؟

سحبت مقعدًا وحلست تحت أنظارهم المتعجبه المتحفظه وهي تقول: أنا كويسه، معقول الصدفه تجمعنا بعد كل السنين دي؟

إبتسم وهمّ بالإجابه لتقاطعه هي بتسرع كعادتها وتسائلت بفضول: سمعت انك اتجوزت.. دي مراتك اكيد!

أشارت إلي آصال التي إستطاعت بالكاد أن تتحكم في غضبها وحنقها اللذان شعرت بهما يطفوان علي سطح مشاعرها..

نظر رياض إلي آصال و كم راقهُ ذلك الخاطر ثم تحدث وقال بإقتضاب: لا، مامة زهره بنتي اتوفت..

نظرت إليه بمفاجأه وقالت: إنت كمان خلفت؟! مش معقووول.. مع ان لسه شكلك صغير زي ايام الجامعه.. بس انت طول عمرك كده so handsome

ألقت آصال تلك الملعقه من يدها لتحدث ضجيجًا عاليًا إلتفت له الكل ما عدا تلك التي لم تبالي وظلت تتسائل بفضول وصخب..

أمسكت بهاتفها وهي تنحني بجذعها تجاه رياض وقالت: لازم نتصور أنا وإنت، صحابنا بتوع ايام الجامعه لما يشوفوا صورتنا مع بعض هيتجننوا.. ممكن حتي يفتكرونا اتخطبنا.

بعفويه مطلقه.. إرتفع إحدي حاجبيها وقد تملكها شعور بالضيق لم تفهم مصدره.. وشعورًا آخر رفضت الإعتراف به..

خطف نظرةً سريعه نحوها ليستشف ضيقها من ملامحها المنزعجه..

خبرتهُ في تلك الحياه ليست بالقصيره ولا بالهيّنه، أخبرتهُ بأن ذلك الضيق ربما يخبئ خلفه أمرًا آخر ود هو لو أضحي حقيقةً..

مال تجاهها قليلًا ورسم إبتسامةً ودوده علي محيّاه لتلتقط تلك الصوره ثم علقت: حلوه جداا، كمان واحده..

إقتربت بمقعدها أكثر حتي إلتصقت بهِ ليزداد غيظ معتز والذي قال بصوت أشبه بالهمس: يا ريتني كنت أنا يابن المحظوظه..

نظرت إليه رقيه بعينان تفيضان بالغضب لتمتعض ملامحه وهو يقول: اعوذ بالله..

أحاطت كارولين رياض بذراعها وأسندت رأسها إلي رأسهُ وإلتقطت صوره أخري ثم قالت وهي تشاهدها بسعاده: أنا مبسوطه اووي، ثواني ارفعها علي انستجرام..

أعاد النظر إلي آصال ليجدها وقد أخفضت رأسها تصطنع الإنشغال بهاتفها ليقول محدثًا كارولين وهو لا يزال ينظر إليها بثبات..

_إنتي أخبارك إيه؟! إتجوزتي؟!

نظرت آصال بإتجاههم لتتقابل أعينهم في حوارٍ صامت..

أراد أن يري بهما تلك الشرارةِ التي يتمني رؤيتها..

وأرادت أن ترسل له عتابًا غاضبًا..

أشاحت بوجهها جانبًا وقد قررت تجاهل حديثهما وخاصةً تلك ااشقراء التي أجابت: إتجوزت وإتطلقت!

_إلعـــب..

قالها معتز بصوتٍ صاخب جذب الأنظار إليه ليبتسم بحرج وأردف يقول: سوري يا جماعه اندمجت شويه..

منحته كارولين إبتسامه مشاكسه سَعِد بها كثيرًا ثم نظرت إلي رياض وقالت: اتجوزت كريم أبو المجد.. صاحبنا منتا عارفه.. قعدنا متجوزين أربع شهور، حاولت فيهم وهو كمان حاول إننا نفهم بعض معرفناش،مكانش هو ده اللي بتمناه يكون جوزي..

تسائل رياض متعجبًا: اومال اتجوزتيه ليه من البداية ؟

زمت شفتيها وقالت: جواز مصلحه، كان بين بابا و باباه شغل و حبوا يدمجوا شركاتهم وقالوا يجوزونا لبعض زينا زي أي صفقه بيعملوها.. اتجوزنا وفضلنا في مشاكل طول الاربع شهور لحد ما انفصلنا..

أوأ بهدوء وقال: جايز خير..

أومأت هي بتأكيد وقالت: sure.. تعرف يا رياض، أنا اكتشفت حاجه مهمه جداا.. انك تلاقي الإنسان اللي شبهك دي حاجه مش سهله خاالص..

أومأ مؤيدًا فأضافت: الانسان اللي تحس إنك مشدود ليه من أول لحظه تشوفه فيها، تحس إنك دايما حابب وجوده وحابب تفضل معاه طول الوقت، متملش منه ابداا، وعارف كمان انه مش هيمل منك ولا من حالاتك المتناقضه..

كان يستمع إليها وناظريه مثبتان علي آصال وكأنه لا يري غيرها، حديثها بأكمله كان ملائمًا لهما للغايه..

_ وقت ما تلاقي الانسان ده يبقا إنت مش بس لقيت نصك التاني، لا، تبقا لقيت روحك..لقيت نفسك، لقيت اللي هيكملك ويكمل بيك.

إهتز قلبها من نظراته المصوبه تجاهها وهي تستمع إلي حديث تلك الحمقاء التي – ويا للعجب – لمس حديثها شغاف قلبهما..

حمحم هو بحرج لمّا أدرك أنه لم يفعل شيئاً في الدقائق الماضيه سوي أنه كان يطالعها بولهٍ تمام ثم أشاح بوجهه بعيدًا..

_قوللي يا رياض، لسه بتعزف بيانو زي زمان؟

نظر إليها رياض وتبسم متذكرًا وقال: لاا.. بقالي فتره معزفتش.

_طيب ما تسمعنا حاجه..

همّ بالإعتراض لتقاطعه هي قائلة: من فضلك.. please..

نهض متجهًا نحو البيانو الموجود بإحدي زوايا المطعم ثم جلس علي المقعد ليلتفت له جميع الحضور..

نظر إلي آصال وحدها لا يحيد ببصره عنها وكإنه يوجه لها تلك الكلمات..

It’s you
إنه أنت

It’s always you
دائما أنت

If I’m ever gonna fall in love
إذا كنت سأقع في الحب

I know it’s gon’ be you
أعلم أنه سيكون عليك أنت

التقى الكثير من الناس
Met a lot of people

لكن لا أحد يشعر مثلك
But nobody feels like you

لذا من فضلك لا تحطم قلبي
So, please don’t break my heart

لا تمزقني
Don’t tear me apart

أعرف كيف تبدأ
I know how it starts

صدقني لقد كسرت من قبل
Trust me I’ve been broken before

لا تحطمني مرة أخرى
Don’t break me again

أنا حساس
I am delicate

من فضلك لا تحطم قلبي
Please don’t break my heart

صدقني لقد كسرت من قبل
Trust me I’ve been broken before

لقد تحطمت ، نعم
I’ve been broken, yeah

أنا أعرف كيف يشعر
I know how it feels

أن تحب بكل قلبك
To be open

ثم اكتشف أن حبك ليس حقيقيًا
And then find out your love isn’t real

ما زلت أتألم ، نعم
I’m still hurting, yeah

أنا أتألم من الداخل
I’m hurting inside

أنا خائف جدًا من الوقوع في الحب
I’m so scared to fall in love

ولكن إذا كنت أنت ثم سأحاول
But if it’s you then I’ll try
انه انت
It’s you

دائما أنت
It’s always you

إذا كنت سأقع في الحب
If I’m ever gonna fall in love

أعلم أنه سيكون عليك
I know it’s gon’ be you
انه انت
It’s you

دائما أنت
It’s always you

التقى الكثير من الناس
Met a lot of people

لكن لا أحد يشعر مثلك
But nobody feels like you
لذا من فضلك لا تحطم قلبي
So, please don’t break my heart

لا تمزقني
Don’t tear me apart

أعرف كيف تبدأ
I know how it starts

صدقني لقد كسرت من قبل
Trust me I’ve been broken before
لا تحطمني مرة أخرى
Don’t break me again

أنا حساس
I am delicate

من فضلك لا تحطم قلبي
Please, don’t break my heart

صدقني لقد كسرت من قبل
Trust me I’ve been broken before
أعلم أنني لست الأفضل في اختيار العشاق (العشاق)
I know I’m not the best at choosing lovers (lovers)

كلانا يعرف أن ماضي يتحدث عن نفسه (عن نفسه)
We both know my past speaks for itself (for itself)

إذا كنت لا تعتقد أننا على حق لبعضنا البعض (لبعضنا البعض)
If you don’t think that we’re right for each other (for each other)

ثم من فضلك لا تدع التاريخ يعيد نفسه
Then please don’t let history repeat itself
لأنني أريدك
‘Cause I want you

أريدك
I want you

لا يوجد شيء آخر أريده
There’s nothing else I want
لأنني أريدك
‘Cause I want you

أريدك
I want you

وأنت الشيء الوحيد الذي أريده
And you’re the only thing I want

…….

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه منزل مدينة نصر (كاملة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى